يحلّ شهر الخير على الأمة الاسلامية ، وعلى تركيا ضيفًا كعادته الجميلة .. ولكن ما الذي سيختلف عند زيارته لنا هذا العام في تركيا ؟
من المعروف لدى الجميع أن رمضان في تركيا له رونقٌ خاص بهذه البلاد التاريخية ، فمساجدها الأثرية تضجّ بأصوات قارئي القرءان العذبة .
إن التكافل الاجتماعي الذي اوصانا به الاسلام ، يظهر جليًّا في تركيا ، من خلال العديد من الأمور التي نلامسها وتلامس قلوبنا .
منها :
الموائد الرمضانية …
حيث يجتمع الكل ، كلٌّ يحضر طعامه وفائض عن احتياجه ، يرتّبون المواعين ويجلسون ينتظرون ذلك الصوت الندي الذي يقرأ أذان المغرب ذاعنًا بموعد الإفطار .
يشربون شيئًا من الماء ، ويتناولون بضع تمرات ، ثم يبدأون بتناول فطورهم .
ولا ينسون فضل الصدقات اليومية . فالمحتاج لا يعود محتاجًا في رمضان .
هذه العادة للأسف ستفقدها تركيا ، فالتجمعات حتى الخيرية منها غير مسموحة بسبب هذه الأزمة .
لكن فضل الصدقات يضل حاضرًا . فالصدقات لا تحتاج إلى تجمعات كي تؤدّى .
التكافل المجتمعي ..
يظهر واضحًا حين يتبادل الجميع زيارة بعضهم البعض ، حين يتبادلون طعامهم وشرابهم .
ربّما لن تعود هذه العادة ممكنة في هذه السنة .
إن للحجر المنزلي الذاتي الذي التزم به الأتراك فور قرار حكومتهم ، سيمنعهم من الزيارات .
ولكن ستبقى المودة رابطْ سخي ومتين يجمعهم وإن تباعدوا .
إن لصلاة التراويح مهابة في تركيا ،
فالمساجد هنا أثرية وتاريخية ولها وقع جميل للمصلين من زخارف تزينها وأصوات المؤذنين الندية وقارئي القرءان ذوي الأصوات العذبة .
ولكن للأسف لن نتمكن من رؤيتها هذا العام .
الشيء الآخر الذي سنفتقده هو جلسات ختمة القرءان .
في كل مسجد يجتمعون الناس كل يحمل مصحفه ، ويرددون وراء القارئ ، وهكذا حين يختم الشيخ قراءة سورة الناس ” آخر السور القرءانية ” ، يكون الجميع ختم القرءان .
لن نتمكن هذا العام من هذا الاجتماع الجميل الخيّر .
ولكن كلّنا ثقة ، بمضي هذه الأيام التي نعيشها بحزن .
تقبّل الله هذه الأيام المباركة …
ونسأل الله أن تكون بداية انتهاء الأزمة .
جمعتكم مباركة ورمضانكم مبارك .
تابعوا هذا المقال .. رمضان في تركيا هذا العام
جميع الحقوق محفوظة لصالح شركة نور الجوراني