الجيل الكبير الّذي شهد ماضي مدينة اسطنبول يعرف ما سنقول ، ويعرف أن اسطنبول كانت تشكّل ” الظلم بين جمال المدينة و الواقع المؤلم ” الذي كانت تعيشه .
مدينة اسطنبول كيف كانت قبل 16 عامًا ؟ وكيف أصبحت اليوم ؟
لم تشهد مدينة اسطنبول هذا التطور النموذجي منذ أكثر من 16 عامًا ، حيث كانت تلقب ب ” مدينة القمامة ” ,
كانت اسطنبول ” والتي تصنف حاليا كأحد أكثر مدن العالم تطورًا ” تعتريها العديد من المشاكل ، حيث كان يصعب على أي شخص حل هذه المشاكل .
ما هي المشاكل التي كانت تعاني منها اسطنبول ؟
كانت تعاني المدينة من قلة موارد المياه ، حيث لم تكن المياه تصل لكافة مناطق اسطنبول .
وكانت تعاني من مشاكل في الكهرباء ، فقد كانت تقطع خلال فترات طويلة في اليوم .
تعاني تركيا بشكل عام من مشاكل البطالة ، ومن عدم استقرار اقتصادي وسياسي ،
وغيرها من العديد من المشاكل التي كانت تضرب بعرض الحائط أي محاولة من البلاد إلى النهوض ومواكبة مراكب الدول المتقدمة .
كانت تبتعد شيئًا فشيئًا عن حلم تنفيذ رؤية تركيا 2023 .
حيث كان السوق العقاري قطاعًا فقيرًا ، و كانت السياحة في البلاد ضئيلة لا تورد سوا دخلًا محدودًا للخزانة التركية .
لم تكن تركيا تخصص مبالغ ضخمة على القطاع التعليمي ، وكانت تعاني من ارتفاع معدلات الفقر .
إن أكثر من كانت تعاني منه مدينة اسطنبول هي مشكلة القمامة ،
مازال الكثيرون يتذكرون تلك الروائح النتنة التي كانت تنبعث من مناطق التخلص من القمامة ، حيث امتلأت اسطنبول بها .
لم يجد أي شخص حكم تركيا مسبقًا طرقًا عملية للتخلص من هذه المشكلة الفجة .
في الوقت ذاته كانت تعاني من مشاكل في ضعف شبكة المواصلات ، ومشكلات التنقل بين الشقين الآسيوي والاوروبي من المدينة .
التغيير الأكبر في التاريخ !
ثم حدثت المعجزة ، فقد بدأت اصلاحات عدة في جميع الأصعدة منذ عام 1994 ، منذ تولي رجب طيب أردوغان منصب عمدة بلدية مدينة اسطنبول .
حيث امتلكت تركيا في عهده خطة نموذجية للاستفادة من جميع موارد المدينة والتي تعتبر أحد أغنى المدن في العالم من حيث الموارد الطبيعية .
فبدأ بحل مشكلة القمامة من خلال إعادة تدوريها ، وبذلك تخلص من الانبعاثات المتلوثة ، دون مشاكل في البيئة .
ثم شيّد السدود لحل مشكلة المياه ، فأصبحت جميع المنازل التركية بإمدادات متخصصة تصل إليها المياه دون مشاكل .
أيضًا قام بإيجاد حل لمشكلة الغاز والكهرباء ، فلا يوجد بيت في اسطنبول حاليًا يعاني من نقص الغاز أو انقطاع في الكهرباء .
وأسس شبكة نقل ومواصلات مع تهيأة البنى التحتية للمدينة بطريقة هندسية . دون التأثير بيئيًا أيضًا .
قام بتخصيص ميزانية ضخمة للتعليم .
اهتم كذلك بسوق العقارات في تركيا ، حيث شجع المستثمرون الأجانب والعرب بالاستثمار في القطاع العقاري من خلال سن بعض القوانين والتسهيلات للمستثمر الأجنبي .
فانتعش السوق العقاري ، الذي بدوره أحيا سوق السياحة في تركيا ، فتوافد السياح من شتى بلاد الأرض ، حيث يقضون أوقات جميلة وسعيدة في مدينة اسطنبول الحديثة .
اهتم بقطاع التصدير من تركيا ، حيث شجع على الصناعة بإلغاء العديد من الضرائب ، وتخفيف ضرائب أخرى .
حتى أضحت المنتوجات التركية تصل إلى شتى بقاع العالم .
بفضل هذه الإنجازات الفريدة ، قفزت تركيا من المركز ال41 عالميًا كقوة اقتصادية ، إلى المركز ال13 .
وهي قفزة لم يشهد لها التاريخ مثيلًا قط .
تحرير / فريق عمل نور الجوراني