2023 ، ربّما يكون هذا رقمًا عاديًا تمرّ عليه مرور الكرام دون أن تضع له أي بال أو تلتقطه ذاكرتك، ولكنّه وبدون أدنى شك هو الرّقم الأبرز لتركيا حكومة وشعبًا.

حيث أنه بمجرد إشارة التقويم الميلادي إلى 29 أكتوبر 2023 ، ستكون الجمهورية التركية أكملت 100 عام منذ إنشائها على يد الرئيس في تلك الفترة ” مصطفى كمال أتاتورك ” واستعدت لتنفيذ رؤية تركية 2023 .

وقد يخطر الآن على بالك سؤال مهم، لماذا ارتبطت رؤية تركيا 2023 بهذا التاريخ؟ ولماذا بالتحديد احتاجت رؤيتهم إلى 100 عام ؟

إذا أردنا الإجابة عن هذا السؤال، علينا معرفة ما حدث في عام 1923،

أي في اليوم الأول من تأسيس الجمهورية التركية .

وقّعت الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا من جانب ، وبريطانيا واليابان وفرنسا، إيطاليا، اليونان، رومانيا، صربيا، كرواتيا، وسلوفينيا من جانب آخر ، معاهدة “لوزان” لضمان “استقرار المنطقة ورفاهية الشعوب” وإنهاء حالة الحرب بين الطرفين والممتدة منذ 1914.

بنود الاتفاقية كاملة يمكنكم قرائتها من خلال هذا الرابط.

أكثر المواضيع الشائكة كانت حول المضائق الّتي لم تعطي الأتراك حقًا في السيطرة على السفن الداخلة أو الخارجة، حتى عام 1936 حين تم توقيع اتفاقية أخرى سميت ب” مونترو ” أعطت تركيا الحق في السيطرة على مضائقها المائية ومياهها بشكل عام.

من خلال هذا كلّه نستطيع أن نستخلص أن الحكومات التركية المتعاقبة أرادت أن يكون يوم 29 أكتوبر 2023 هو يومًا مميزًا للغاية بالنسبة لتركيا .

مناقشة حول أهداف تركيا ، وأين وصلت بها ..

وضعت تركيا عدّة أهداف أرادت تحقيقها في ذكرى مئويّتها ،

هذه الأهداف ستصب جميعها في هدف رئيسي واحد.. أن تكون تركيا واحدة ضمن أقوى 10 اقتصادات في العالم.

فهل هي سائرة بالفعل في هذا الطريق الوعر؟ أم أنها لم تستطع تنفيذ أي هدف من الأهداف ..

دعونا نأخذكم في جولة بعمق أكبر في هذه الأهداف .

1- الاقتصاد التركي :

بعد حكم حزب العدالة والتنمية للبلاد، شهدت تركيا تغيّرات عديدة وضعتها على نخبة الدول العالمية.

ولا نريد أن نذكر تفصيًلا كيف كانت تركيا قبل عام 2000 ، ولكننا نريد أن نذكر أين أصبحت تركيا اليوم.

تشير البيانات الرسمية إلى أن تركيا تقبع في المرتبة ال13 عالميًا في حجم الاقتصاد .

ولكن عوامل ضخمة ساعدت بالفعل في وصول الاقتصاد التركي إلى أرقام قياسية في فترة قصيرة نسبيًا.

حيث تصل الصادرات التركية اليوم إلى أكثر من 197 دولة حول العالم،

وتعرف منتوجاتها عالميًا بالمنتوجات ذات الجودة العالية والسعر المنخفض.

يصنّفها العديد من الاقتصاديين حول العالم على أنه أفضل من المنتوجات الصينية التي غزت أسواق العالم نظرًا لانخفاض أسعارها.

ما الّذي لا تصنعه تركيا في يومنا هذا؟

يكاد لا أحد يتذكر شيء لا يصنع في المعامل التركية، من أصغر قطعة قماش حتى أضخم طائرة .

وتحديدًا صناعة السيارات الّتي أخذت بالظهور تدريجيًا حتّى أصبحت تركيا رمزًا ومثقال قوة في هذا النوع من القطاعات في يومنا الحالي.

وتهدف تركيا بشكل عام في هذا الهدف الاقتصادي ل رؤية تركيا 2023 إلى الوصول بدخل الفرد إلى 25 ألف دولار سنويًا .

البنية التحتية وشبكات النقل والمواصلات:

هل تعلم أن تركيا تعتبر ثاني أكبر بلد في مجال القطارات السريعة بعد الصين؟ ذلك نظرًا للاهتمام الشديد من قبل الحكومة التركية بمجال النقل والمواصلات الّذي تطور بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

وتعرف البنية التحتية على أنها العامل الأهم الّذي يلعب دورًا كبيرًا في تطور ونمو ونهضة أي دولة في العالم.

فالبنية التحتية تشمل أهم ما يحتاجه الإنسان في يومنا هذا،

من شبكات انترنت عالية السرعة ( 4G ) وشبكات اتصالات فائقة الدقة ، إمدادات عظيمة في الجسور والأنفاق ، مع الاهتمام المتزايد بخطوط النقل والمواصلات وإدخال أنظمة تنقّل حديثة.

تركيا بالفعل تمتلك اليوم هذه المقوّمات،

وتعمل يوميًا على تحسين نمط وجودة الشوارع السريعة وتخفيف الضغط المروري والازدحام داخل المدينة من خلال إنشاء شبكات واسعة من الجسور والأنفاق لتسهيل التحرك من أجل الوصول إلى رؤية تركيا 2023 نحو تحقيق الأهداف.

السياحة والسفر ، أين تريد تركيا أن تصل في هذا المجال خلال رؤية تركيا 2023 ؟ :

ضمن قائمة أكثر الدول استقبالًا للسياح حول العالم، لابد وأن تجد تركيا ضمن القائمة.

تحتل تركيا المرتبة ال6 عالميًا من حيث استقبال السياح،

حيث تستقبل سنويًا 45.8 مليون سائح، مع عدم احتساب عام 2020 الّذي أضّر بالقطاع السياحي العالمي نتيجة لتداعيات جائحة كورونا.

وتعد تركيا مقصدًا سياحيًا أخاذًا نظرًا للتنوع الطبيعي الذي تحتضنه تركيا،

بالإضافة إلى المناظر فائقة الجمال التي تراها عينك في كل بقعة من الأراضي التركية.

كما تعتبر الحضارة التركية أحد أكبر الحضارات في التاريخ، فقد تعاقب عليها أكثر من امبراطورية أهمها البيزنطية والرومانية والعثمانية.

وشهد القطاع السياحي نشاطًا متزايدًا، خاصةً بعد الاستقرار الأمني والسياسي الذي تشهده البلاد منذ فترة طويلة جدًا.

القطاع العقاري في تركيا وتأثيره على رؤية تركيا 2023 ؟

وهذه النقطة هي مجال عملنا كشركة، ومجال عمل آلاف الشركات الأخرى ، لماذا؟ لما يشهده القطاع من إقبال ضخم ومن تطور منقطع النظير.

حيث تعالت طوابق المجمعات السكنية المصممة على الطراز الحديث إلى السحاب،

وتطوّرت أنماط العقارات في تركيا بعد انتشار الرغبة في التملك لدى كل جنسيات العالم في تركيا.

وخصوصًا بعد إقرار قانون الجنسية التركية ، فإن الأجانب الّذين يملكون جوازات سفر أقل قوة من جواز السفر التركي هرعوا إلى الاستثمار العقاري في تركيا من أجل الحصول على الجنسية التركية .

وقد شهد قطاع العقار العام الماضي على الرغم من تداعيات جائحة كورونا أرقامًا أسطورية، فقط تم رصد أكثر من 2 مليون وحدة عقارية مباعة في تركيا.

محققة حجم مبيعات بلغ أكثر من 330 مليار ليرة تركية ( نحو 41 مليار دولار أمريكي ).

منهم نحو 40 ألف عقار تم بيعه للأجانب في العام الماضي.

ومن الواضح أن الارتفاع القياسي في حجم مبيعات العقارات في تركيا قد صبّ في صالح رؤية تركيا 2023 ،

حيث يعتبر مصدر قوة اقتصادية هي الأكبر في حجم الاقتصاد التركية.

شاهد هذه المشاريع السكنية :

مشروع رقم 1

مشروع رقم 2

قطاع الطاقة :

أشارت الإحصائيات ، إلى أن الطاقة البديلة في تركيا وفّرت 45% من كهرباء تركيا عام 2020، وهذا الطموح هو الأكبر لكافة دول العالم. تقليل استخدام الوقود في توليد الكهرباء واستخدام الرياح والمياه لتوليد الطاقة عبر التوربينات الضخمة.

وهذا ما يوفر استيراد غاز طبيعي بقرابة المليار دولار شهريًا.

وتصنف تركيا في المرتبة ال5 عالميًا في انتاج وبيع التوربينات ، وتصدر تركيا الطواحين الهوائية إلى نحو 45 دولة حول العالم من الدول التي تستخدم الطاقة البديلة.

كما أن حقول الغاز الذي تم اكتشافهم في سواحل البحر الأسود، ستؤدي فور البدء في استخراج الغاز منهم الى جعل تركيا ترتفع مراتب أكبر ضمن الدول الاقوى اقتصادًا في العالم .

بالإضافة إلى هذه الأهداف ، يوجد أهداف تريد تركيا تحقيقها في عالم الفضاء، حيث بدأت بالاستثمار في هذا القطاع القوي والمهم، وتريد من خلال هذه الأهداف إرسال أول مواطن تركي إلى الفضاء.

وكذلك يوجد اهداف سياسية نحن لسنا بصدد الحديث عنها لأنها خارج نطاق عملنا واهتماماتنا.

وأنت هل تعتقد أن تركيا تسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق هدفها الراسخ في 2023 ؟